السبت، 19 يوليو 2008

الكتابة النبوءة


عندما حاولت الكتابة للمرة الاولى كنت كطفلة تلعب بالماء، كلما رمته بحصاه ابتسمت برضى لدوائر الماء وتشكيلاته... لكن الدرب لم يكن محفوفا بالورد رغم ان الماء لم يغب عنه لحظة واحدة ...

ترى هل تكون الكتابة فعل نبوءة حقيقية ؟ لا تدرك ذاتها لكنها تقال حين يُراد لها أن تُقال؟؟ عندما قرأت نصا كنت قد كتبته منذ سنوات بعيدة صدمت وانا اتابع تفاصيله بذهول ... كيف انطبقت عليه الحياة وكانه رؤية عبرت الزمن لتقول ما تريد ؟؟؟ هل تستطيع الكتابة أن تقرأ أرواحنا ؟؟؟ تقول تاريخنا القادم؟؟؟ ما هو القاسم المشترك بين النبي والكاتب الحقيقي ؟؟؟؟ وكلاهما لديه وحيه الخاص والهامه وكلمته التي يختص بها... الكلمة الأولى لم تكن صدفة (اقرأ) الكلمة الأولى هي التي تبث في الكثيرين ما يجهلونه من دروب فهي تكشف لنا الباب لنتقدم...عندما يقرأ الكاتب الحقيقي ينسى بسرعة وعندما يقرأ الكاتب المزيف يبقى في الذاكرة ما قرأه ليعيد انتاجه لهذا نرى الوجوه الكثيرة لكتاب فنرميهم بصفات هي ليست لهم ولا تعنيهم إلا بالقدر الكافي الذي يجعلهم يعيدون انتاج ما قرأوه...

هل كانت "مارجريت دوراس" أم غيرها التي ذكرت أنها لا تتورع عن شكر انسان اوحى لها بفكرة حتى لو كانت بسبب الهواء الذي نثره حولها فاعطاها متنفسا للكتابة ؟؟؟ لماذا لا يعترف الكاتب بفضل ما قرأه او من اوحى له بالكتابة ؟؟ هل لان الكاتب المزيف محترف باخفاء الحقائق واعادة انتاجها ....
مالذي تبقيه الحياة منا بعد زوالنا ؟؟؟ هل تصمد صرخاتنا المأسورة ؟؟ وماذا عن تلك التي لازالت حرة ؟؟؟ عندما أقول في صحيفة ما (أحبك) ثم أتركها تائه بلا اسم وبلا (أنت) هل تعني شيئا ما لآخر ؟؟؟ ومن هو ذلك الاخر ؟؟؟ لماذا إذا يبقى لتلك الكلمة سحرها ؟؟؟

عندما خططت كلمتي الاولى في وجه الزيف قلت سأكتب عن الحب والحرية والجمال.... لكن الحب يتحول في كثير من الاوقات إلى ماء يتسرب سريعا في ارض جافة يتوه عن نفسه ولا يبقى منه سوى بشاعة الجدب ... لانه (الحب) كلمة اخذت عنوة من نقائها والبست ما ليس لها .... كلما كررناها تلاشت .....

ماذا عن (الحرية) تلك التي أصبحت في كثير من الأحيان جسدا رخيصا... لغة بذيئة أو حتى اختلاف لوجه الاختلاف لا أكثر ؟؟؟؟ ثم أين هو (الجمال) في عالم يزداد قبحا ؟؟؟ أين الكاتب الحقيقي في هذا الزمان واين فعل النبوءة ؟؟؟؟ ماذا كنت اكتب في بداية الكتابة ؟؟؟ في بداية الطريق ؟؟؟ وكيف اصبحت الان وبعد كل تلك السنين؟؟؟ أين الماء في لغتي ؟؟؟

اين النبوءة التي أخذت أصابعي لتقول .... في البعيد أراني قبل أن اولد وبعد أن اموت ... أحلم بالصرخة ... تلك التي تبعث قلبي نبضا سويا ؟؟؟؟ انفقخ في الصور واعلن قيامتي.... أين هي الكتابة النبوءة ؟؟؟ وأين هو الكاتب النبي ؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: