السبت، 21 مايو 2022

الكتابة والكاتب



كثيرا ما تساؤلت عن الكاتب والكتابة عن حقيقة العلاقة بينهما خصوصا عندما اجد ان البعض يقرأ فيكتب وكأنه يتخذ ما قرأ نموذجا فيكتب مثله فتضيع هويته وتظهر هوية الكاتب الحقيقية ولان الناس لم تعد تقرأ كالسابق فيظنون انه الكاتب الحقيقي وان ما كتبه يعبر عن ثقافته وصوته المتفرد... وهكذا كثير من الكتاب الذين صادفتهم وعندما اكتشف الحقيقية اجد هناك اشكالية في تقبل هذه المحاكاة التي تشكل في الاساس سرقة لكنها بلا معالم واضحة في بعض الاحيان لمن لا يهمه حقيقة الكتابة خصوصا ونحن في زمن اصبحت الكتابة سهلة  خصوصا لغياب النقد وسهولة  في النشر السريع والمجاملات الفارغة التي اصبحت مقومات عالمنا المعاصر....

هناك ايضا الكاتب البسيط الذي تظهر بساطته جلية في كتابته ولكن يجد من يعظم هذه الكتابة ممن لا يعرفون قيمة الكلمة بشكل جيد ولا يميزون بين الاصناف الادبية ولا بين الاسلوب ولا يعرفون الا انهم لا يستطيعون الكتابة وان هذه الكتابة اعلى من مستواهم المعدوم في الاساس... وهؤلاء يساهمون بتحويل الكاتب البسيط الى انسان متكبر يظن نفسه فعلا كاتب ويستحق هذه اللقب وهؤلاء كثر وهم اكثر الكتاب تمسكا بوجودهم ككتاب سواء بالنشر او بالحضور والغريب انهم ابدا لا يشكون ولو ثانية انهم مجرد صنيعة ناس لا تفهم بالكتابة .... 

وكتابة هؤلاء تشبه الغبار تختفي اثارها سريعا مجرد مسحها، اي تقرأ ثم ... لا يلبث مما تقرأ شيء لكن تبقى حقيقة بساطة هذا الكاتب الفكرية وضحالة تفكيره ويظهر ذلك في سلوكه وكتاباته وفي كلامه او محاوراته.... 

يبقى هناك الكاتب الحقيقي الذي يتعثر في هذه الحياة فالبعض يصمت، والبعض يفكر في جدوى كتابته وهناك من احرق كتاباته وهناك من تخلى عن حياته واخرون لم ينالوا حقهم في الشهرة وبعضهم ينشر ويكتب ولكن القارئ نادر ....

منذ اربعين سنة او اكثر كانت الكتابة لها مكانة عالية وكان الكاتب له احترامه يحترمه الناس ويحترم نفسه ويقدر كتابته واثرها ... كان للنشر قيمته وللنقد مكانته... ترى هل الانحدار الذي حدث نتيجة طبيعية لانحدار الحياة ذاتها نحو الفوضى واختفاء القيمة الحقيقية للاشياء والاصالة في كل ما يحيط بنا ؟ ربما ....

ليست هناك تعليقات: